يتكوّن النّظام الشمسيّ من الشّمس وما يدورُ حولها من أجرامٍ سماويّةٍ عديدة، من أهمّها الكواكب، والأقمار، والكُويكبات، والمُذيبات، والنّيازك. ولأنّ كُتلة الشّمس تُعادل 99% تقريباً من كُتلة كلّ المادة الموجودة في المجموعة الشمسيّة، فهي تأسرُ الكواكب وسائر الأجرام الأُخرى بقوّة جاذبيَّتها الشّديدة؛ فتدورُ حولها كل هذه الأجسام في مداراتٍ بيضاويَّة، وتزدادُ سُرعة دوران الكوكب كُلَّما كانت المسافة بينها وبين الشّمس أقلّ؛ وذلك لازدياد الجاذبيّة المُؤثّرة عليه. تتواجدُ حول الشّمس الآن ثمانية كواكب، وهي في ترتيب المسافة بينها وبين الشّمس: عطارد، والزُّهرة، والأرض، والمرّيخ، والمُشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون، وكان بُلوتو يُحتَسب كوكباً أيضاً قبل أن يَستبعده الاتّحاد الفلكيّ الدوليّ بقرارٍ عام 2006.[١]
كواكب المجموعة الشمسيّةتختلف الكواكب الثّمانية الموجودة في المجموعة الشّمسيّة عن بعضها في جميع خصائصها الفيزيائية والكيميائية، فهيَ ذاتُ أحجامٍ مُتفاوتة، كما أنَّ لكلّ واحدٍ منها درجة حرارةً سطحيّةً وسرعةَ دوران غير الآخر، ويتفاوتُ بعدها عن الشّمس، أصغرها حجماً هو عطارد، وهو أقربها للشّمس كذلك.
تنقسمُ الكواكب إلى قِسْمين؛ وهُما الكواكب الصّلبة (أو الصخريّة) والكواكب الغازيّة العملاقة، تتمتازُ الكواكب الصخريّة بأنَّ مُعظم تكوينها الداخليّ هو من الصّخور والمعادن الصّلبة ذات الكثافة العالية، حيث يكون حجمها صغيراً نسبيّاً وكتلتها ثقيلة، والعناصرُ الأساسيَّة الموجودة في داخل الكواكب الصخريّة هي السّليكون والحديد والنّيكل، وعددُها أربعة، هي: عطارد، والزُّهرة، والأرض، والمرّيخ. أمّا الكواكب الغازيّة فتتميَّز بأنَّ أحجامها ضخمةٌ جداً، والمواد الأساسيّة المُتواجدة فيها ليست سوى غازَيّ الهيدروجين والهيليوم، فهذه الكواكبُ ليس لها سطحٌ قاسٍ ولا يُمكن لأحد السّير فوقَها، بل هي أشبهُ بكرة هواءٍ عملاقة كثيفة، وعددها أربعة أيضاً، هي: المُشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون. وأما بلُوتو، الذي تم استبعاده من قائمة الكواكب، فهو يختلفُ عن جميع الكواكب الأُخرى لكونه مُكوَّناً من جليدٍ مُنخفض الكثافة، ومن أهمّ المواد المُكوّنة له الماء والميثان وغيرُ ذلك من الغازات المُتجمّدة.[٢]
لبعض الكواكب قمرٌ واحدٌ يدور حولها مثل الأرض، وبعضها لديه العديدُ من الأقمار، مثل المُشتري الذي لديه ما يزيدُ عن ستّين قمراً، وبعضُها لا يملك أيَّ قمر كعطارد والزُّهرة. وتتميَّز بعضُ الكواكب ببرودة سطحها بشدّة؛ فالطَّبقاتُ الجوية المُرتفعة من نبتون (كونُهُ ليس لديه سطحٌ صُلب) تبلغ حرارتها -218 درجة مئويّة، وأما كوكبُ عطارد فتصلُ درجة حرارة سطحه في بعضِ المناطق المُعرَّضة لأشعّة الشمس الحارقة الدائمة إلى 465 مئويّة.[٣]
تختلفُ الكواكب – أيضاً – باتّجاه دورانها حول ذاتها؛ فالزهرة يُخالف الكواكب الأخرى جميعها، إذ يدور من الشّرق إلى الغرب (أي بعكسِ اتّجاه عقارب السّاعة عند النَّظر إليه من فوق قُطبه الشماليّ، حيثُ تنعكس الاتّجاهات عند النّظر إليه من الأسفل). وتتميَّزُ الأرض عن الكواكب الأخرى بوُجود الماء وانتشار الحياة فوق سطحها، كما تتميَّزُ بغلافها الجويّ السَّميك، وأن مُعظم سطحها من ماء، وبوجود العديد من الظّواهر الطبيعيّة والجيولوجيّة التي لا تُوجد بالضَّرُورة في الكواكب الأًخرى.[٤]
أكبر الكواكب حجمُ المُشترييُعدّ كوكب المُشتري أكبر الكواكب في المجموعة الشمسيّة حجماً؛ إذ إنَّ قطره يبلغُ أكثر من 143,000 كيلومتر عند خطّ استوائه، وهو ما يزيدُ أكثر من عشر مرَّاتٍ عن قُطر كوكب الأرض، ويُمكنه أن يتَّسع من الدّاخل لما يُعادل حجم ألفٍ وثلاثمائة كُرة أرضيّة، وهو كوكب غازيّ يتكوّن من الهيدروجين ونسبة من الهيليوم، ويُعتبر الكوكب الخامس من حيث ترتيبُ بُعدهِ عن الشّمس، وكثافته أقلّ بكثيرٍ من كثافة الأرض؛ إذ ليس لديه أيُّ سطحٍ صُلْب، بل يتكوَّن من سُحُبٍ غازيّة كثيفة، وغلافه الجويّ مُغطّىً بسُحُبٍ حمراءَ وبنيّةٍ وبيضاءَ نتيجة العناصر الكيميائيّة المُكوِّنة لها. وفي الحقيقةُ يُشبه التّركيب الكيميائيّ للمُشتري كثيراً تراكيب النّجوم (مثل الشّمس)، ولو كانت كتلته أكبر حجماً بثمانين مرّة تقريباً ممَّا هي عليه الآن لكان أصبح نجماً حقيقياً وليس كوكباً.[٥]
وحجمُ المُشتري ضخمٌ إلى حدِّ أنَّ إحدى العواصف الاستوائيّة عليه لها مساحةٌ تفوق كوكب الأرض بأضعافٍ عديدة، حيث يزيدُ قطرها بثلاث مرَّاتٍ ونصف عن قطر الأرض، وهي عبارة عن إعصارٍ عملاقٍ يُمكن رؤيته من الأرض بسهُولة بتلسكوب صغير، إذ يظهر كبُقعةٍ حمراءَ ضخمةٍ على جانب الكوكب، وهذه العاصفة بدأت على كوكب المُشتري منذ ما قد يزيدُ عن أربعمائة عامٍ ولا زالت مُستمرّة إلى الآن، وتبلغُ سرعة الرّياح داخلها أكثر من 600 كيلومتر/ساعة.[٦]
يدور حول المُشتري 67 قمراً تمكَّن العُلماء من اكتشافها حتّى الآن، وبعضُها كبيرة جداً؛ فأضخمها - واسمُها غاينيمد - أكبرُ حجماً من كوكب عُطارد. وقد اكتُشفت أربعٌ من أقمار المُشتري مُنذ سنة 1610، ومع أنَّ التّلسكوبات الفلكيّة كانت ضعيفةً جداً في ذلك الحين، إلا أنَّ الحجم الهائلَ لهذه الأقمار جعل اكتشافها مُمكناً، وهي تُعرَف بالأقمار الغاليليَّة، وأسماؤُها هي: آيو، وكاليستو، وأوروبا، وغانيميد.[٥]
خصائصُ المشتريللمشتري حلقاتٌ حوله يتكوّن بعضها من غبار وجليد، إذ اكتُشفت هذه الحلقات في سنة 1979 أثناء تحليق مَركبة فوياجر1 الفضائيّة بالقُرب منه، وهذه الحلقاتُ باهتةٌ جداً بحيث تصعبُ رؤيتها، على عكسِ حلقات زحل. وحوله مجالٌ مغناطيسيّ يفوق المجال المغناطسيّ للأرض بمرّات عديدة، والسَّببُ في ذلك هو وجود بِحارٍ عملاقة من الهيدروجين السّائل (فهو يتحوَّلُ إلى الحالة السّائلة، غير الاعتياديّة، بسبب الضَّغط الشّديد الواقع عليه)، ويُولِّد هذا الهيدروجين أقوى مجالٍ مغناطيسيّ معروفٍ في المجموعة الشمسيّة.
يدور كوكبُ المُشتري حول ذاته أسرعَ من جميع الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسيّة؛ فاليوم على سطحه يُساوي تسع ساعات وخمسين دقيقةً أرضيّة فحسب، ومن جهةٍ أُخرى، يحتاجُ كوكب المُشتري إلى فترة طويلة جدّاً ليدورَ حول الشّمس، إذ لا يُتمّ هذه الدورة سوى مرّة واحدة كلَّ اثني عشر سنة. وإذا استطاع شخصٌ الوُقوف على سطح المًشتري فسوفَ يُواجه قوّة جاذبية شديدة، ويتضاعفُ وزنه بما يُعادل مرَّتين ونصفٍ تقريباً.[٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هو أكبر كوكب